أعتقد أنّ من أسباب الفهم الخاطئ لنظرية التطور عبر الانتقاء الطبيعي يعود لاستخدام كلمة “تطور”، إذ أنّ كلمة تطورٍ تعطي انطباعًا وكأنّ العملية هي عملية تغيّرٍ إلى الأفضل. فالتطور ليس عملية تغيير (من صفة إلى أخرى)، إذ أنّه لا يوجد كائنٌ واحدٌ تتبدل صفاته أثناء فترة حياته. إنما التطور هو موت الكائنات قبل وصولها إلى مرحلة التكاثر لأسبابٍ تتعلّق بمواصفاتها، وبقاء الكائنات التي تستطيع البقاء إلى ما بعد مرحلة التكاثر بسبب مواصفاتها أيضًا.
تخيل معي برجًا عالٍ جدًا يتألف من عدة طوابق، وكلّ طابقٍ يتألف من كرةٍ كبيرةٍ توجد في أسفلها بوابةٌ، ويتدلى منها عنقٌ زجاجيٌّ يصل الطابق الأعلى بالطابق الأسفل. في أسفل عنق الزجاجة توجد فتحاتٌ بأشكالٍ محددةِ (مثلثات، دوائر، مستطيلات، مثمنات، مخمسات.. إلخ).
لا يمكن لأيِّ شيءٍ أن يمرّ من هذه الفتحات إلّا إذا كان حجمه وشكله متناسبًا مع الفتحات
تمثيل المجمّع الجيني
الجينات في الطبيعة هي ما تمثل الخواص والمواصفات التي تمتلكها الأحياء، إذ أنّها تُتَرجم إلى البروتينات التي تشكّل الجسد. لنتخيل أنّه لدينا مجمعًا جينيًّا يتألف من ملايين القطع البلاستيكية الشبيهة بقطع الليجو. تأتي هذه القطع بأشكالٍ وألوانٍ مختلفة: مثلثات، دوائر، مستطيلات، مثمنات، مخمّسات.. إلخ، كلُّ واحدةٍ من هذه القطع البلاستيكية تُساهم في تحديد مواصفات الشكل النهائي.
الضغوط الطبيعية والمؤثرات التطورية
لنعود لمثال البرج العالي الذي يتألف من الكرة الكبيرة. كلّ طابقٍ من البرج يُمثل الأولوية البقائية في الطبيعة. الأولوية البقائية ببساطةٍ تعني الظروف البيئية التي قد تؤدي لموت الكائن. الآن كلّ فتحةٍ من الأشكال على البوابات الموجودة في أسفل طوابق البناء تمثّل الضغوط المتعلقة بهذه الأولوية.
مثلًا: الفتحات الموجودة في الطابق الأول (من أعلى البرج) في بنائنا الافتراضي تمثل القدرة على تأمين الطاقة.
جميع الأشكال التي لا تستطيع العبور من الطابق العلوي (تأمين الطاقة) ستنقرض وتبقى في هذا الطابق دون أن تُتابِع الرحلة إلى الطابق الثاني. بهذا تكون قد بدأت رحلة التطور، وفقط القطع البلاستيكية التي تستطيع المرور من الفتحات المتواجدة في المرحلة الأولى ستتمكن من العبور. نتيجة هذا العبور سيتم انتقاء الأشكال القادرة على تأمين الطاقة فقط والبقية ستنقرض وتخرج خارج المجمع الجيني. هذه الأشكال التي لا تستطيع تأمين الطاقة يتم رميها خارجًا في سلة الانقراض.
تمثل الفتحات الموجودة ضمن البوابة الأولى الاستراتيجيات المختلفة لتأمين الطاقة واستقلابها، وبالتالي جميع الأشكال التي تستطيع المرور من هذه العقبة هي أشكالٌ تستطيع تأمين الطاقة مهما اختلفت الوسائل. هذا يعني أنّ الأشكال التي نجحت بالعبور ليست نفس الأشكال، لكن جميعها قادرةٌ على تأمين الطاقة بصورةٍ ما.
الطابق القادم هو طابق التكاثر:
هذا الطابق مختلفٌ بعض الشيء، إذ أنّ الفتحات في الأسفل على الرغم من أنّها كبيرةٌ بما يكفي إلّا أَّنّها تتغير طوال الوقت. الفتحات لا تنطبق مع أيٍّ من الأشكال البلاستكية الموجودة، والطريقة الوحيدة للعبور نحو الطابق الأسفل هي أن تتحد هذه القطع وتشكّل أشكالًا تتناسب مع الفتحات. هذا يعني أنّ الضغط التطوري في هذه المرحلة سينتقي الأشكال القادرة على الاتحاد فقط والبقية ستعلق على هذا الطابق وتنقرض. بالفعل تتحد القطع وتشكل أشكالًا مختلفةً ومتنوعةً. نجد أنّه في هذه المرحلة الكثير من القطع لم تستطع الاتحاد بشكلٍ مناسبٍ وانتهى بها الأمر في سلة الانقراض.
إذًا في هذه المرحلة أصبحت لدينا قطعٌ بلاستيكيةً (جينية) قادرةً على استقلاب الطاقة بطرقٍ مختلفةٍ، وقادرةً على التكاثر عن طريق الاتحاد مع قطعٍ أخرى بعد تشابك هذه القطع الجينية ومرورها إلى المستوى الأسفل ضمن برجنا التطوري.
في هذا الطابق يوجد شرطٌ جديدٌ للعبور، وذلك بأن تكون القطع قادرةٌ على تأمين الطاقة وتستطيع الالتحام، شرط أن تنتج عن هذا الاتحاد ألوانًا مخططةً. هذا الشرط الجديد يعني أنّ جميع القطع غير المخططة سينتهي بها الأمر في سلة الانقراض على الرغم من عبورها للمرحلتين السابقتين.
نتيجة الرحلة:
مع الوقت وعندما نصل إلى أسفل البناء سنجد أن القطع التي استطاعت المرور عبر جميع الطوابق هي القطع الأقدر على المرور من جميع الفتحات السابقة، لكنّها لم تتغير خلال الرحلة لكي تستطيع العبور. أجسامنا تتشكل من جيناتٍ شبيهةٍ بهذه القطع البلاستكية وفقط الجينات التي استطاعت بناء أجسادٍ قادرةٌ على التأقلم مع الضغوط البيئية استطاعَت البقاء. أنت هنا اليوم لأن جسدك يتكون من آلاف الجينات التي استطاعت أن تتعاون فيما بينها ومكّنت سلسلةً طويلةً من الأسلاف على البقاء والاستمرار في رحلة الحياة.
عودة لمصطلح التطور:
القطع البلاستيكية التي وصلت إلى المستوى الأخير من البرج الافتراضي لم تتطور ولم تتغير اطلاقًا منذ بداية الرحلة، وإنّما الظروف التي مرت بها سمحت لها بالوصول إلى هذه المرحلة. مستقبلًا قد تنشأ ضغوطٌ جديدة (شروطٌ للعبور بين المستويات) لا تسمح لجميع القطع بالمرور. المراقب الخارجي الذي ينظر إلى القطعة النهائية في أسفل البرج التطوري قد يعتقد بوجود مصممٍ ذكيٍّ قام بتصميم قطعٍ قادرةٍ على استقلاب الطاقة والتكاثر عبر الاتحاد الثنائي وأن تكون نتيجة هذا الاتحاد هي أشكالٌ مخططةٌ حصريًا، لكن في الواقع المُصمّم هنا هو موت أو انقراض جميع الأشكال التي لم تكن قادرةً على المرور وبقاء الأشكال القادرة على التأقلم مع فتحات البرج التطوري (الضغوط الطبيعية).
مغالطةُ اعتقاد وجود مصممٍ ذكيٍّ للمراقب الذي لا يدرس تفاصيل عملية التطور مفهومةٌ بعض الشيء، إذ أنّ النتيجة النهائية شكلٌ مخططٌ قادرٌ على استقلاب الطاقة والتكاثر، وهو شكلٌ يتماشى مع البيئة بشكلٍ دقيقٍ جدًا. لكن في الواقع طبيعة فتحات البرج هي من صممت النتيجة النهائية وليس كائنٌ واعٍ ذكيٍّ صمم هذه الأشكال.
على سبيل المثال، فقد نجحت جميع الأمراض القاتلة التي كانت تصيب الأطفال في الماضي في مهمتها، وقضَت على هؤلاء الأطفال قبل أن يصلوا مرحلة التكاثر، وبالتالي اختفت جينات هؤلاء الأطفال من المجمع الجيني وبقي الأطفال الذين يمتلكون مناعةً من تلك الأمراض.
قد يظن المراقب الخارجيّ أنّ الأطفال الذين بقوا حتى اليوم قد تطوروا بحيث يستطيعون التغلب على هذه الأمراض، لكن في الواقع، العملية أشبه باصطفاء الأطفال الذين لديهم مناعةٌ على حساب الذين ليست لديهم مناعة. لا يوجد مصممٌ صمم أطفالًا جددًا قادرين على مكافحة هذه الفيروسات. فقط بقي من هم قادرون على مكافحة المرض. على فرض جاء مرضٌ معين (فتحة في البرج التطوري) ولا توجد أيّ جيناتٍ تمرّ منها أو بقولٍ آخر لا توجد طفراتٌ جينيةٌ قادرةٌ على العبور للمرحلة القادمة، فإنّ النتيجة هي انقراضٌ شاملٌ للنوع. في الواقع هكذا يحدث الانقراض. ليس بالضرورة أن يكون فيروسًا وإنّما أيّ تغييرٍ بيئيٍّ غير ملائمٍ للنوع ولا توجد ما تكفي من الطفرات الجينية لتجاوزه.
مثلًا لو فجأةً انخفض مستوى الأوكسيجين بشكلٍ كبيرٍعلى كوكب الأرض فهذا لا يعني انتهاء الحياة بشكلٍ كاملٍ بسبب وجود بعض الكائنات التي تستطيع أن تعيش دون أوكسجين أو بنسبٍ ضئيلة، لكن الكثير من الأحياء ستنقرض بسبب كون هذا التغيير الكبير فتحةً غريبة الشكل في البرج التطوري، فلا توجد أشكالٌ كافيةٌ قادرةٌ على العبور من خلاله. مع الوقت ستتكاثر الكائنات التي لا تحتاج للأوكسجين على حساب الكائنات التي ماتت، فيأتي المراقب الخارجي ويعتقد أنّ مصممًّا ذكيًّا قام بتصميم أحياءٍ تعيش دون أوكسجين.
الملخص:
كلمة تطور لا تشرح العملية بشكلٍ جيدٍ، لأنّ ما يحدث ليس تغيّرًا على مستوى الفرد من حالةٍ إلى أخرى، وإنَّما بقاء الأفراد الذين يمتلكون مواصفاتٍ ملائمةٍ لبقائهم. لهذا عملية التطور ليست عمليةً ذكيةً مبرمجةً وليس لها هدفٌ، وإنّما عبارةٌ عن نتيجةٍ لموت جميع الكائنات التي لم تستطيع البقاء مقابل نسبةٍ ضئيلةٍ جدًا ممن لديهم مواصفاتٌ ساعدتهم على البقاء حتى الآن.
الانقراض هو الحالة العامة والبقاء هو الاستثناء
كارل سيغان
The Penguin Press HC, November 2, 2006
يبفى هناك سؤال ما مصدر الذكاء الإجتماعي لهذه التركيبات العشوائية كما تشرح هذه النظرية؟كيف لها أن تتحد وتهندس فيما بينها لتسلك عبر هذه الفتحات التي هي أيضا تتسم بالذكاء حيت أنها تعرف مسبقا أي شكل هندسي ستتخده في أية مرحلة جديدة من مراحل الإنتقاء الطبيعي لإقصاء بعض التركيبات.في نظري لاوجودللصدفة ولا حتى العشوائية ولا أظن أن العلم مهما بلغ أن يعطي جواب صحيح على المرحلة الأولى التي كونت الحياة.
والله ما في كيفك اثنين ربي يعطيك الصحة افدتني كثيرا أتمنى ان تستمر في هذه المهنه
ارجوك عن تتحدث عن تفكير وتطور الدجاج
144- ملف كامل عن الانتخاب الطبيعي – هل انتشرت نظرية التطور بالأدلة ؟ أم بالغش المتواصل لعشرات السنين ؟
بالرغم من أن فكرة الانتخاب الطبيعي قد نمت وترعرعت على يد ألفريد راسيل والاس Alfred Russel Wallace ولكن استحوذ عليها داروين ورضي والاس بالبقاء في ظل داروين
Recognition at last for Alfred Russel Wallace, who lived in Darwin’s shadow
ورغم أن والاس كان يعرف حدودا لخياله بخصوص الانتخاب الطبيعي حيث كان يؤمن بوجود قوة روحية عليا تدير الكون : وأنها تدخلت على الأقل في الحياة 3 مرات :
1- لظهور الحياة من الجماد
2- لظهور أول وعي للحيوانات العليا
3- لظهور الوعي الأكمل للإنسان على الأخص
المصدر :
Slotten pp. 413–15
بل وكان أذكى من داروين الذي كانت تزعجه مظاهر الجمال في الكائنات لأنها لا تفسير لها في مادية تطوره الوحشي والبقاء للأقوى والأصلح : فخرج والاس بمقولة الانتخاب الجنسي !
رغم كل ذلك : فقد حقق داروين فشلا ذريعا عندما أراد أن يستبدل الله الخالق عز وجل في خلق الكائنات الحية : بمدبر آخر ومدير آخر للخلق يخلع عليه صفات الإله بل وصفات العقلاء من البشر والمزارعين ألا وهو : الانتخاب الطبيعي !!
الانتخاب الطبيعي كما نعر فه نحن : هو عنصر استبعاد وليس عنصر خلق أو إبداع أو إيجاد !! هو عنصر استبعاد للأفراد الضعاف في صفاتهم أو الذين لم يتكيفوا بالتكيف الطبيعي الذي وهبه الله لكل كائن مع تغيرات الظروف من حولهم !! مثال : عندما يتم نجاة أفراد معينين من نوع حيواني معين : نتيجة تغلبهم على الظروف المحيطة (مثلا في هجرة أسماك السلمون وتعرض الدببة لهم أثناء قفزهم خارج المياه) فالانتخاب الطبيعي هنا هو استبعاد للضعفاء حيث لن ينجو إلا الأقوى غالبا !! والسؤال :
هل هذا يعتبر تطور ؟!!
هل سينتج لنا نوعا جديدا من الأسماك ؟ نوعا آخرا من السلمون ؟
بل هل سينتج عضوا جديدا على جسد السلمون ؟ يدا أو قدما مثلا ؟
ومن هنا كانت معضلة داروين في محاولته البئيسة لاستبعاد الإله حيث يعترف في كتابه أصل الأنواع بعدما نسب للانتخاب الطبيعي كل الصفات العاقلة والاختيار والضبط إلخ :
” من أجل الإيجاز ، فأنا أحيانا أتحدث عن الانتخاب الطبيعي كقوة ذكية وبنفس الطريقة التي يتحدث بها الفلكيون عن قوة الجاذبية في التأثير على الكواكب ، أو كما يتحدث الزراعيون عن رجل يصنع سلالاته المحلية بقوة اختياره ” !!
والنص بالإنجليزية :
For brevity sake I sometimes speak of natural selection as an intelligent power in the same way as astronomers speak of the attraction of gravity as ruling the movements of the planets, or as agriculturists speak of man making domestic races by his power of selection
المصدر :
the Origin of Species P 6-7
لقد قام داروين في أكثر من موضع في كتابه بتشبيه الانتخاب الطبيعي بالرجل الذي يعمل على تحسين سلالاته الخاصة عن طريق اختياره وإبقائه على التغييرات العشوائية للطفرات أو التهجين في نفس الاتجاه الذي يحدده ويريده مسبقا !!! مثلا اتجاه زيادة اللحم في الحيوان أو زيادة قوته أو سرعته أو ريشه أو قدرته على الإنجاب أو البيض إلخ – وليصنع بذلك تغييرا ناجحا مفيدا له !
النص بالإنجليزية :
The key is man’s power of accumulative selection: nature gives successive variations; man adds them up in certain directions useful to him
المصدر :
Ch1 : the Origin of Species
طبعا كل هذه الخرافات من داروين (سواء أمله في التهجين أو التكيف أنهما في يوم من الأيام على المدى البعيد يمكن أن يقودوا لتطور الأنواع من بعضها البعض) : ورغم أنه لا دليل واحد عليها إلا قصص الماضي التي تعود أن يقصها في كتاباته على مَن يسلمون له عقولهم ويصدقونه : إلا أننا اليوم أيضا بتنا ننظر إليها بازدراء لعلمنا بمدى تعقيد أي كائن حي وتمثيل كل صفة من صفاته بدقة شديدة داخل حمضه النووي الوراثي وجيناته !! وأن العبث بكل ذلك وكأنك مايسترو هو المستحيل بعينه !!
يقول نورمان ماكبث في كتابه “إعادة محاكمة دارون” :
” إن جوهر المسألة ينحصر فيما إذا كانت الأجناس تتنوع بالفعل بلا حدود أم لا ؟!! إن الأجناس تبدو ثابتة , ولقد سمعنا جميعاً عن خيبة الأمل التي أصيب بها المربون الذين قاموا بعملهم حتى نقطة معينة لم يتجاوزوها ، ليجدوا عندها أن الحيوانات والنباتات تعود إلى النقطة التي بدؤوا منها ..! وبالرغم مما بذلوه من جهود مضنية طوال قرنين أو ثلاثة قرون من الزمان ، فلم يمكن الحصول على وردة زرقاء أو على شقائق نعمانية سوداء ” !!
المصدر :
Norman Macbeth, Darwin Retried: An Appeal to Reason, Harvard Common Press, Boston, 1971, pp. 32-33.
وكذلك يقول كولين باترسون وهو كبير علماء المتحجرات في متحف التاريخ الطبيعي بإنكلترا (وهو من أشهر دعاة التطور كذلك) :
” لم ينتِج أي أحد نوعاً بواسطة آليات الانتخاب الطبيعي !! بل لم يقترب أحد منه .. ويدور معظم الجدال الحالي في إطار الدارونية الجديدة حول هذه المسألة ” !!
المصدر :
Colin Patterson, “Cladistics”, Interview with Brian Leek, Peter Franz, March 4, 1982, BBC.
ويقول ستيفن جاي جولد ، أحد أكبر المدافعين عن فكرة التطور كذلك مبينا عجز الانتخاب الطبيعي عن الخلق :
” يكمن جوهر الدارونية في عبارة واحدة وهي : الانتقاء الطبيعي هو القوة الإبداعية للتغير القائم على التطور !.. ولا أحد ينكر أن الانتقاء الطبيعي سيلعب دوراً سلبياً في التخلص من العناصر غير القادرة على التكيف ولكن : النظريات الدارونية تتطلب أيضاً خلق عناصر قادرة على التكيف ” !!
المصدر :
Stephen Jay Gould, “The Return of Hopeful Monsters” Natural History, Vol. 86, July-August 1977, p. 28.
ومَن يريد أن يرى سيطرة الدوغمائية بعينها : فليقرأ لداروين في الفصل السادس من كتابه (والذي خصصه للصعوبات التي تهدد نظريته ونتجت من حواره مع عقلاء !!) حيث رغم كل نقطة قاتلة لخيالاته : يستميت في أن المستقبل سيحلها !! أو يقوم بتأليف صفات بشرية على الانتخاب الطبيعي لحلها !! مثل معضلة تكون العين البشرية مثلا !! لأنها تتكون من أجزاء كثيرة تصل لـ 40 جزء كلهم غاية في الدقة والضبط حسب قوانين الفيزياء والرؤية المعجزة !! وقد تاه فيها داروين وكتب كلاما يُضحك الثكلى هناك مُستخفا بعقول القراء كعادته !
يقول عالِم الفيزياء البريطاني H.S. Lipson :
” من خلال قراءتي لكتاب أصل الأنواع : فقد وجدت أن دارون كان أقل ثقة بنفسه مما يُعرف به دائما !! مثلا الفصل (صعوبات النظرية) : يُظهر لنا شكه فيما يقوله !!.. وبالنسبة لي كفيزيائي ، فقد اهتممت كثيرا بتعليقاته حول كيفية نشأة العين ” !!
المصدر :
H. S. Lipson, “A Physicist’s View of Darwin’s Theory”, Evolution Trends in Plants, Vol 2, No. 1, 1988, p. 6.
ولذلك كله :
فقد أكد لوثر بيربانك الذي يعد من أكفأ الأخصائيين في تربية الحيوان على استحالة آليات التطور الخيالية تلك بقوله بكل وضوح :
“إن للتطور المتوقع في كائن ما حدوداً ، وهذه الحدود تتبع قانونا” !!
المصدر :
Norman Macbeth, Darwin Retried: An Appeal to Reason, Harvard Common Press, New York: 1971, p. 36
وأما العالم الدانماركي جونسن فيقول في نفس المسألة :
” إن التنوع الذي أكده دارون ووالاس ، يقف بالفعل عند نقطة لا يمكن تجاوزها !! وهي أن مثل هذا التنوع لا يحتوي سر التطور المستمر ” !
المصدر :
Loren Eiseley, The Immense Journey, Vintage Books, 1958. p. 227
———————–
حسنا … ماذا عن المثال الشهير للعثة peppered moth الذي يحلو للتطوريين ومن يتبعهم على عمى دوما ضربه للتدليل على صحة التطور بالانتخاب الطبيعي ؟!!
أولا : سنصطدم دوما بأن التطوريين هم الوحيدين الذين يملكون رتم تبطيء آليات التطور فيزعمون أنها على مر ملايين السنين : أو رتم تسريعها في عشرات السنين عندما يجدون أي حالة يمكن إلصاقها بآلية من آليات التطور زورا وبهتانا !!
والمثال باختصار وكما يرويه التطوريون بطريقتهم هو أنه :
قبيل الثورة الصناعية في بريطانيا لم يكن هناك تلوث لعدم وجود مصانع بعد، وكان لون قَلَف جذوع الأشجار (barks) حول بلدة مانشستر فاتح اللون.
وبالتالي فإن العثة ذات اللون الداكن والتي كانت تعيش على هذه الأشجار كانت واضحة جدا للطيور التي كانت تتغذى عليها، وذلك بعكس الفراشات فاتحة اللون والتي كانت غير ظاهرة للطيور، وبالتالي كانت الفراشات الداكنة اللون هي المُعرضة دوما للالتهام وكانت نسبة نجاتها ضئيلة.
ولكن بعد 50 سنة من الثورة الصناعية – والكلام لا زال للتطوريين – وفي بلدة وودلاندز حيث قتل التلوث الصناعي الأشنات التي كانت تعيش على قلف الأشجار فقد صار قلف الأشجار داكن اللون، فأصبحت الفراشات ذات اللون الفاتح بدورها هي المعرضة للالتهام بواسطة الطيور وعلى عكس الماضي، وبالتالي فإن عدد الفراشات الفاتحة اللون صار أقل من عدد الفراشات الداكنة اللون !!
وعلى هذا خرج التطوريون بقولهم لتفسير قلة عدد الفراشات الفاتحة اللون بأنها قد (تطورت) إلى فراشات داكنة (بفعل الانتخاب الطبيعي) ولهذا قل عددها !!
وأما الحقيقة ….
فكل ما حدث هو أن الطيور قد التهمت عددا أكبر من الفراشات الفاتحة بسبب تمايز لونها على الأشجار فقل عددها بالطبع !! هكذا بكل بساطة وبغير إقحام للتطور والانتخاب الطبيعي في الواقعة.
بل أن نظرية التطور – لو لاحظ أي قاريء عنها – فتقول بظهور أنواع جديدة من أنواع مختلفة سابقة لها من الكائنات الحية ، في حين أننا هنا في هذا المثال لم نر أي أنواع كائنات حية جديدة، لم نر إلا فراشات داكنة وأخرى فاتحة اللون !! بل ولم نر حتى ظهور عضو واحد جديد لم يكن في الفرشات !! بل مجرد صفات لونية توجد أصلا في الفراشات كما توجد في غيرها من الكائنات – مثل الإنسان الأسود البشرة مثلا والأبيض والأسمر والقمحي –
وهنا يجب أن نختم بما كشفه عالم الأحياء الجزيئية جوناثان ويلز (Jonathan Wells) في كتابه الرائع (أيقونات التطور) Icons of Evolution من أن ما قام به العالم المؤيد للتطور بيرنارد كيتلويل (Bernard Kettlewell) من تجارب لإثباتها : هو شيء مخزي جدا !! وأنه لا يمكن اعتبار ما قام به هذا العالم تجربة علمية محترمة ! – وكان ذلك في تسعينات القرن الماضي -.
و كانت من أقوى النقاط التي أثارها جوناثان ويلز هي أنه في الوضع الطبيعي : فإن أغلب هذه الفراشات (بلونيها الفاتح والداكن) تعيش في الحقيقة تحت فروع الأشجار وليس على جذوع الأشجار !!!.. وأنه عندما أراد كيتلويل (Kettlewell) إجراء التجربة لإثبات التطور بهذا المثال فقد قام بإجبار الفراشات على البقاء على الجذوع بتسميرها بمسامير أو لصقها بلصق على الجذوع مع التلاعب بصور فراشات ميتة في كادرات التصوير !!
بل وتوصل العلماء الذين حاولوا التأكد من تجربة (Kettlewell) إلى نتيجة مهمة وهي أنه على الرغم من أنه كان من المتوقع أن يزيد عدد الفراشات فاتحة اللون في الأماكن غير الملوثة في بريطانيا، فقد وجدوا أن عدد الفراشات الداكنة هو الذي يزيد في هذه المناطق عن عدد الفراشات الفاتحة بأربعة أمثال !! وهذا يعني أنه لا يوجد علاقة بتاتا بين عدد الفراشات وبين حالة جذع الأشجار من حيث التلوث أو عدمه كما زعم التطوريون !!
—————————-
وختاما :
دراسة حديثة من مجلة نيتشر الشهيرة 2014 بخصوص أعمار الكائنات الحية : تهدم فرضيات الانتخاب الطبيعي التي تقتضي ألا تطول أعمار الكائنات الحية طالما تتطور وألا تصل أغلبها إلى الشيخوخة (وهو عكس الذي خرجت به الدراسة تماما في مختلف الكائنات الحية وليس الإنسان فقط والأمر لا صلة له بتطور الطب ونحوه) :
Diversity of ageing across the tree of life
الرابط :
http://www.nature.com/…/jo…/v505/n7482/full/nature12789.html
ونتائج دراسة أخرى من جامعة أكسفورد في وقت مبكر من نفس العام 2014 هي ثمرة تعاون علمي كبير لمشروع استغرق 10 سنوات كاملة لتجميع التسلسل الجيني والقياسات الوراثية الفيلوجينية لقرابة 350 نسب ونوع من الطيور ovenbirds – وتم تقديم نتائجه في أكثر من عشرين دولة إستنادا للعديد من علماء الطيور الاستوائية إيكولوجيين و علماء الوراثة والنتيجة : هدم خرافة البقاء للأصلح والأقوى :
‘Be different or die’ does not drive evolution
الرابط :
http://www.ox.ac.uk/…/2014-01-02-be-different-or-die-does-n…
ردك غير شافي و شرحك غير كافي لي و لغيري فهي اسئلة عوام الناس تجواب عليها بكل وضوح وليس هنالك داعي للأجوبة الفلسفية و قد اتطلعت على النظرية و انت تقول قوانين و من متى ينتج عن النظرية قوانين و ردي عليك :
مقال جميل لكن متخم بالمغالطات والتدليس للأسف
صرار رهيب – ومعتاد – على الخلط بين التطور الصغير و التطور الكبير
والتطور المثبت علمياً والذي يعنى بالتغير الطفيف الحاصل للكائنات عبر السلالة لكن دون القفز عن( النوع ) فالبكتيريا تتطور لتصبح أيضاً بكتيريا )
ليخلط بينه وبين الكبير ( التطور الذي يغير النوع )
بالمختصر يستدل على التطور الكبير ليس بأدلة التطور الكبير بل بالصغير ! ( والمعطى مثال المضادات الحيوية ) هو مثال للتطور الصغير !
مغالطة من العيار الثقيل
وملاحظة أخرى هي أن الانتقاء الطبيعي هي (من اسمها ) أداة للحذف أو بأقصى حد الإبقاء على المعلومات والجينات وليست أداة زيادة ( زيادة عضو مثلاً )
مثلاً اقتبس من العالمة التطورية لين مارجوليس :
مثلاً نوع من الكلاب لديه 3 فصائل ( ذات فرو خفيف LF فرو متوسط MF فرو كثيف HF )
اذا كانت البيئة قطبية فالانتقاء الطبيعي طبعاً سيحافظ على وجود الكلاب ذات الفرو الكثيف HF وستنقرض باقي فصائل الكلاب
أي بمعنى أن الانتقاء الطبيعي هنا قام بحذف معلومات جينية من النوع ولم يقم بأي زيادة
بالمختصر الانتقاء الطبيعي لا يقدم دعماً لفكرة التطور الكبير وليس كافياً حتى للتفسير الفلسفي لحدوث التطور الكبير
عملية الانتقاء يجب ان تكون لشيء موجود فلا يعقل انت تنتقي ما هو غير موجود مثل يد ثالئة او عين ثالثة غير ذلك ماهو الجهاز المسؤول عن عملية الانتقاء و ماذا ينتقي الاقوى ام الاجمل ام الاسرع ام الاكبر ام الاصغر و كيف يعرف انه الافضل للبقاء و ليس للعكس كما نرى الطفرات الى هذا الوقت وهي كلها تشوهات لم نرى الى هذه اللحظة طفرة متطورة ان التطور شيء طبيعي لكل انواع الحياة على وجه الارض لاكن تطور نوع واحد الى عدة انواع او لنوع اخر الى الان لا يوجد دليل علمي على صحة ذلك الغريب في ذلك مثل الحياه في البحار لكل فصيلة له انواع كثيرة جدا مثل الاخطبوط له انواع كثيرة قس على ذلك جميع الحيوانات فهل على مر ملايين السنين من ذلك لا نجد احفوره واحدة لمرحلة انتقالية من نوع الى نوع وايضا هنالك شيء اخر و هي الدورة الحياتية فهنلك انواع تعتمد بحياتها على نوع اخر لو لم توجد لماتت الاخرى مثل الطيور على الديدان و و الازهار على الحشرات قس على ذلك الكثر ايضا تصرفات و عادات الحيوانات بقاء الام مع وليدها حتى يعتمد على نفسه لماذااا من اخبرها بذلك و نجد البيئة المثالية لعيش جميع انواع هذه الكائنات المعقدة
سبحان اللهو بحمده سبحان الله العظيم
جميع أسئلتك أعتبرها أسئلة مهمة لكنها تنم عن عدم فهم حاد حول نظرية التطور و أليات الإتتقاء الطبيعي.
العملية طبيعية ١٠٠٪ بسبب الطفرات الجينية يحصل تغيرات طفيفة بين الأحياء. هذا التغيرات الطفيقة قد تعطي أفضلية ما للكائن فتزيد من فرص تكاثره و بالتالي فرص انتشار هذه التغيرات الطفيقة أكثر أو ربما تكون سلبية للكائن فتتسبب بانقراضه و أيضاً تختفي معه هذه التغيرات من المجمع الحيوي. لهذا أنت تجد الكائنات الذي لديها مواصفات مكنتها من البقاء حتى اليوم.
أعرف أن شرحي هذا لن يكون كاف لهذا أنصحك أن تطلع على نظرية التطور من البداية و فهم القوانين الاساسية فيها