الإنسان المتدين يعبد إلهاً شخصياً خاصاً به يختلف عن أي إلاله آخر. كل شخص يخلق إله خاص به و يعطيه وظائف متعددة تتنوع من تخفيف المصاعب و تأمين الأهداف إلى الحماية الشخصية و الأنتقام من الأعداء.
هذا الاله يختلف بين العقول البشرية فلا نجد له تطابق بين أي شخصين. كل شخص يضع الصفات الحميدة التي يراها مناسبة لحياته الشخصية و ينفي عن هذا الإله أي صفات تتعارض مع مبادئه و قيمه الأخلاقية فلانجد لإله الكتب الدينية أي وجود بين المؤمنين. لهذا عندما يكون النقاش قائم حول تفسير النصوص الدينية و مواصفات الإله نجد أن أغلب المؤمنين لا يؤيدون النصوص المنسوبة لهذا الإله بغض النظر عن الديانة أو المذهب.
نجد من يعتقد أن إلالهه سيعاقب الكفار لأنهم لم يقبلوه و إلاله آخر سيغفر لهم. إلاله سيعاقب المرآة التي ترفض معاشرة زوجها و إلاله آخر يساوي بين الزوجين. إلاله يدعو إلى الجهاد و أخذ الغنائم و إلاله آخر يدعو إلى وجوب التعايش لكن فرض عقوبات مالية. إلاله يكره المثليين و يحرض على قتلهم و رميهم من شاهق و إلاله آخر يحرم النساء من حرية التعبير. كل هذه المواصفات هي عبارة عن تجسيد للقالب الأخلاقي للشخص الذي خلق هذا الإله.
عندما يناقشك المؤمن و يدافع عن الله هو لا يدافع عن نفس الاله الموجود في الكتب بل يدافع عن الاهه الشخصي الذي هو خلقه و لهذا عندما تقدم انتقاد لفكرة دينية سائدة أو صفة سلبية لهذا الاله فإن المؤمن لا يتفق مع هذا الانتقاد و يعتبره انتقاد غير منصف لانه لا ينسجم مع الاله الذي اخترعه في مخيلته و أنت تستغرب لماذا لا يرى ما أراه كيف له أن لا يرفض القتل و السبي و السرقة؟ كيف يؤمن بإلاله يحلل العبودية و لا ينصف النساء؟ لكن في الواقع لا يوجد أي إلاله واحد يمكنك تحليله لأن كل إلاله أسير لمخيلة المؤمن.
أعتقد أن هذا سبب ولادة آلاف المذاهب الدينية المنتشرة حول الكرة الأرضية. حتى أصحاب المذهب الواحد إن خضت معهم في نقاش حول فهمهم لمذهبهم ستجد أن كلاً منهم لديه فهمه الخاص الذي يتناسب مع مصالحة الشخصية. لكن في الواقع و للأسف كل هذه المعتقدات و المذاهب لا تساهم في توفير فرص أفضل و لا تعمل على تذليل العقبات كما يعتقد المؤمنين. فقط العمل و فهم الواقع على حقيقته سيزيد من فرص النجاح.
و يبقى الكون بانتظار من يكتشفه بعيد عن الأساطير و قصص الأطفال….
منذ قديم الزمان و الانسان يحاول إخترع آلهة تلبي حاجاته الشخصية و تناسب ضروفه التي تجيب على الاسئلة الكلية التي لم يجد لها جواب مثل: من أاين جاء؟ و من صنع الكون؟ و الى اين مصيره ؟ …الخ
عقل الانسان ضعيف لا يمكنه الاجابة عن هذه الاسئلة الكبيرة. و حتى العلم يبقى قليل أمام حجم الغموض الذي يلف الكون فلا مناص للانسان لمعرفة الحقيقة الا بالوحي… و لذلك خالق هذا الانسان و هذا الكون بعث له رسل و كتب رحمة بنه ليدرك ربه.
ما حدث ان الانسان قتل هؤلاء الرسل و زور الكتب تلبية لحاجيات أخرى و استمر هذا السيناريو (وحي يتبعه تزوير) الى غاية ان أرسل الله رسالته الأخيرة الخاتمة على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و هي القرآن و تعهد بحفظها الى نهاية العالم و قد حدث هذا فعلا فالقرآن هو نفسه منذ 14 قرن.
ثم بعد ذلك لجأ هذا الانسان الى اسلوب آخر لطمس الحقيقة و هي المذاهب التي تاهت في التأويل و انتقاء النصوص و غيرها من الطرق لتبرير افعالها و اهوائها بما يتماشى مع مصالحها فعادت الفوضى و الغموض داخل الدين نفسه و اصبح شبه مستحيل على الانسان ان يجد الحقيقة في كومة الافكار المتناقضة التي احدثها الانسان عن قصد أو عن غير قصد.
و هكذا اختلفت تعريفات الأله بين البشر و اصبحت كما وصفتها انت ب “الآلهة الشخصية”.
اعتقد أن الله عز و جل هو وحده من بستطيع انقاذنا من هذه المتهاهات فلنتوسل إليه بالدعاء فإنه كريم.
و شكرا على إتاحة الفرصة لهذا النقاش.
كل الاديان رحمة ومودة الا كذبة محمد قتل ونهب وسلب