خواطر ومعلومات

التنّين في الكراج

التنين كائن يلفظ اللهب و النار ويستطيع الطيران. إلا أن أحد لم يستطع اثبات وجوده.

في أحد الأيام جاء أسامة وقال لأصدقائه أن لديه الدليل القاطع على وجود التنين و يستطيع إثبات ادعائه بمجرد أن يلحق به أصدقائه إلى كراج منزله. دهش أصدقاء أسامة و طلبوا أن يذهبوا فوراً لرؤية التنين وحين وصلوا للمنزل اتجه الجميع إلى الكراج حيث يوجد التنين و لما نظروا في الداخل لم يجدوا سوى بعض الصناديق القديمة و بعض ألعاب الأطفال.

سأل الأصدقاء “أين التنين؟” قال أسامة “لن يستطيع أحد منكم أن يراه. أنا الوحيد القادر على رؤيته.” قال أحد الأصدقاء و قد بدت على معالمه الانزعاج “لكنك قلت أن لديك الدليل القاطع”. “هذا مجرد ادعاء كيف نصدقك و نحن لا نستطيع رؤية التنين المزعوم؟”

تدخل صديق آخر لنزع فتيل التوتر و قال “حسناً لدي فكرة جيدة، ربما تستطيع أن نرمي مسحوق أبيض على مكان التنين فنرى أثار أقدام التنين في حال تحرك”

قال أسامة “لا لن ينفع هذا لأن التنين دائم الطيران في يحلق في الهواء بشكل دائم” “هو لا يحتاج الوقوف على الأرض مثل بني البشر، و لن يجدي نفعاً رمي المسحوق على الأرض”

قال صديق آخر وقد بدت على وجهه اشارات الشك و الحذر “ماذا عن أن نلقي مادة سائلة على مكان تواجد التنين فنلاحظ أثر ارتطام المادة السائلة على جسم التنين؟”. قال أسامة “للأسف لن ينفع هذا أيضاً فإن للتنين جلد هلامي تنزلق من عليه كل المواد مباشرةً و لن نستطيع ملاحظتها من خلال حواسنا البشرية المحدودة جداً “.  نظر الجميع إلى بعضهم البعض و ملامح الاستغراب على وجوههم.

اقترح أحدهم أن يستخدموا نظارات حرارية قوف الننفسجية أو تحت الحمراء لرصد حرارة اللهب حين يلفظها التنين، فقال أسامة “للأسف أيضاً نسيت أن أخبركم أن نار التنين “لاحرارية” و لن تستطيعون رصدها مهما حاولتم لأنكم محدودون جداً. “

قال لهم أسامة أن ما يحتاجونه لاثبات وجود التنين الإيمان بما يقول “أسامة”.  سأل أحد الأصدقاء أسامة “لماذا علينا أن نصدقك؟ كيف نعرف أنك لا تكذب علينا؟”  قال أسامة “هذا ما قاله التنين” “التنين يقول: أنه عليكم أن تصدقوني و أن تؤمنوا أنه موجود بينكم الأن. هو يراكم جميعاً في دليل أن رامي يرتدي قميص أصفر”

قال له رامي “إن كان هذا التنين لا يُرى و ليس مؤثراً و لا يتأثر بما حوله، ما الفرق بين وجوده عن عدمه؟”

فقال لهم أسامة “كل ما خطر ببالك فالتنين عكس ذالك”

مستوحى من كارل سيغان

مصطفى عابدين

مؤسس ومدير محتوى موقع علومي. باحث مهتم بالعلوم، أسعى من خلال هذا الموقع إلى المساهمة في إثراء المحتوى العلميّ العربيّ على الإنترنت بمقالات أصليّة مبسّطة، تزوّد القارئ غير المختصّ بالأساس العلميّ الذي يحتاجه لمتابعة آخر المستجدّات والأخبار العلميّة، بعيداً عن الترجمة التي في بعض الأحيان تُفقِد المحتوى العلميّ مضمونه.

أضف تعليق

انقر هنا لتضع تعليق

تعليق