أبي قال يمين! و أمي قالت يسار!
الطيور المهاجرة هي طيور تسافر لمسافات بعيدة كل عام بحثاً عن الدفئ. في كل شتاء تتجه هذه الطيور من القسم الشمالي للكرة الأرضية باتجاه الجنوب هرباً من البرد. الجدير بالذكرأنها لا تعتمد في مخطط رحلتها على استدلالات من الطبيعة و إنما على غريزة وراثية مكتسبة من أبائها (أب و أم) تدلها على الطريق. أي أنها تعلم غريزياً أين تتجه و كيف تستثمر التيارات الهوائية و كيف تطير.
أغلب هذه الطيور يطير ضمن أسراب جماعية لأن ابائها (أب و أم) عادة ينتمون لنفس المناطق الجغرافية إلا أن بعض هذه الطيور هي طيور هجينة. أي أن الأب و الأم ينتميان إلى أسراب مختلفة أتت من مناطق مختلفة. هذا يعني أن لدى هذه الطيور برامج طيران متضاربة لأن جيناتها تحمل 50% من الأب و 50% من الام… مالذي تفعله الطيور الهجينة للعودة لأوطانها؟
قام طلاب من جامعة British Columbia بدراسة حركة طيران هذه الطيور الهجينة عبر تثبيت أجهزة GPS صغيرة لتسجيل حركة طيرانها لمدة عام كامل. استطاع الطلاب العثور على 21 طائر من أصل 97 و كانت النتيجة ان هذه الطيور فعلاً تطير باتجاهات متضاربة إذ أنها تبدأ الرحلة و كأنها عائدة لموطن الأب وثم تكمل الرحلة فيما بعد باتجاه موطن الأم أو العكس. و للأسف أغلب هذه الطيور لا يستطيع الوصول لوطنه بنجاح و يموت.
النتيجة العلمية من هذا المقال أن الجينات الوراثية لها تأثير مباشر على تصرفات الأحياء.
………………
مترجم عن:
(?Scientific American, October edition, Which Direction Home)
أضف تعليق