في الألفية الثالثة قبل التأريخ الحديث كان سكان مصر يعبدون إلاله اسمه “سيت”. مع الوقت استقرت شعوب جديدة في مناطق الدلتا شمال مايدعى مصر اليوم و نشأت مجموعات متعددة لكن نستطيع أن نقول أن التقسيم الجغرافي كان بين الشمال و الجنوب. سكان الشمال كانوا يعبدون إلاله اسمه حوروس و سكان الجنوب يعبدون إلاله اسمه سيت.
مع الوقت انحدرت قيمة الإله سيت للمرتبة الثانية مقارنة مع الإله حوروس فأصبح حوروس يمثل كل ماهو جيد و إيجابي في الطبيعة من خصوبة و استقرار إلى الصحة الجيدة و الغذاء الوفير بينما أخذ سيت دور الإله الشرير الذي يحيد الشمس عن مسارها في فصل الشتاء و يسرق أشعتها مما يسبب قصر النهار أثناء فصل الشتاء. هذه كانت أول ولادة ما يسمى الشيطان اليوم. تطور اسم سيت إلى سات ثم ساتان (كما هي اللغة السريانية – بلاد سام إلى بلاد شام قتصبح الكلمة شاتان ثم شيطان) أيضاً في اللغة الإنكليزية Sat Satan
الإله سيت مع الوقت تحول ضمن ديانات المنطقة إلى شخصية الشيطان المعروفة اليوم. يجدر الذكر أن الإله سيت في أوجه ورواجه كان رمزه حيوان الخنزير و الذي لم يكن مرتبط بأي ارتباطات سلبية حينها لكن انتصار أتباع الإله حوروس و تطبيع ديانتهم في المنطقة جعل من رمز الخنزير رمز سلبي إذ أنه يدل على الإله سيت و الذي خسر المعركة الثقافية في المجتمع حتى صار اسمه يرمز إلى الشيطنة.
جزء أساسي في دراسة الأديان و مقارنتها هو مفصل تحريم الأطعمة إذ أنها استراتجية هامة جداً في تفريق أتباع الدين هذا عن أتباع الدين ذاك. تعاليم الأديان مبنية على بناء تجمعات بشرية صعبة الإختراق من مجموعات بشرية خارجية و لهذا السبب نجد أن جميع الأديان لابد أن تتضمن تحريم بعض الأطعمة و عادة تكون هذه الأطعمة لها قيمة اجتماعية لدى مجموعات منافسة آخرى. السبب الأساسي في تحريم تناول لحم الخنزير لدى أتباع الديانات التي انبثقت عن الإله حوروس يعود لهذا المحور.
ليس فقط أن الخنزير كان رمز الإله سيت و إنما كان الخنزير هو الحيوان المقدس الذي يقدم في الأضاحي الحيوانية لهذا الإله.
تاريخ تطور الإله حوروس نتج عنه فيما بعد الإله أيل و الذي نتج عنه إلاله الديانات الإبراهية.
اقتباسات من كتب الديانات الإبراهيمية:
“الذين يقدسون ويطهرون انفسهم في الجنات وراء واحد في الوسط آكلين لحم الخنزير والرجس والجرذ يفنون معا يقول الرب”
أشعياء ٦٦:١٧
إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ الله ﴾
[البقرة: 173].
في الواقع هذا التحريم ليس إلا نتاج صراع قديم بين سكان شمال مصر و جنوبها و بسبب انتصار سكان الشمال تم اعتماد رموز الإله حوروس و محارية رموز الإله سيت بحيث أصبح اسمه رمز لفعل اطفاء صيغة سلبية للشيء فنقول شيطنة (سيطانة).
كلمة سيت فيما بعد عنت رقم ٦ و يوم السبت مرتبط لغوياً باسم سيت و اليوم السادس من الإسبوع و تطور فيما بعد فعل السبات من هذا الجذر أو الراحة و هذا سبب القانون الذي انتشر في العهد القديم ضمن الوصايا العشر المفترضة بوجوب أخذ يوم السبت كيوم راحة و تحريم العمل في هذا اليوم بعقوبة الموت لمن يخالف هذا القانون.
ملاحظة جانبية: ٦٦٦ أو 666 هو رمز الشيطان لأنه اسم سيت ثلاث مرات…
للمزيد من المعلومات أنصح بقراءة كتاب الباحث فراس السواح “الرحمن و الشيطان- الصفحة ٥٧ القسم الثالث بعنوان (فكرة الشيطان في الديانة المصرية و بذور الثنوية الكونية)”
اليوم نجد أن ست أصبح رمز الشر و الخوف و القتل و الدمار و كل ماهو سلبي و هذا يعد انتصار لاتباع هوروس بعد أكثر من ٥ ألاف سنة من تطور الحضارة البشرية.
الصورة تجسد صراع رأس النسر هوروس و رأس الخنزير سيت.
http://
موضوع رائع
interesting!
موضوع رائع وغني بالمعلومات الجديدة كالعادة مع مواضيعكم البناءة و اللذيذة يا استاذ مصطفى شكرا لك على هذا البحث والسرد الممتع لتاريخ هذا الكائن الوهمي (الشيطان) الذي تعود المسلمون و الدينيون ان يعلقوا عليه جميع اخطائهم.
الموضوع رائع وغني بالمعلومات الجديدة كعادتكم في مواضيعكم البناءة و اللذيذة يا استاذ مصطفى شكرا لك على هذا البحث والسرد الممتع لتاريخ هذا الكائن الوهمي (الشيطان) الذي تعود المسلمون و الدينيون ان يعلقوا عليه جميع اخطائهم.
مقاله اسطورية وسطحية للأسف
يعني المقالات الي مصدرها الإسلام
واقعيه اكثر!