الإلحاد ليس نظام فكري ايجابي. بمعنى أن الإلحاد غير قادر على تقديم أي إدعاء أو فرضية. الإلحاد مجرد رفض الرواية الدينية التي تحاول تفسير نشأة الكون عن طريق وجود ألهة شخصية. سبب رفض هذه الرواية مبني على غياب الدلائل الملموسة.
علمياً رفض فرضية ما لا يستوجب عليك ابراز بديل لها. بمعنى أنك تستطيع رفض نظرية النسبية لأنشتاين أو التطور عبر الإنتقاء الطبيعي إن وجدت أخطأ فيها دون أن تقدم نظرية بديلة لها. هذه النقطة مهمة. إذ أن الأديان عبارة عن محاولة لتفسير الوجود لكنها محاولة تفتقر لأي دليل علمي ملموس. طبعاً عندما تقول لي: “من أين أتى الكون إذاً؟” و أنا أجيبك “لا أعرف” هذا ليس دليل على اثبات فرضيك الدينية و إنما مغالطة التوسل بالمجهول.
الملحد ليس بالضرورة أن يقبل بنظرية التطور عبر الإنتقاء الطبيعي و ليس بالضرورة أن يقبل بنظرية الإنفجار العظيم و التوسع الكوني أو فرضية الأكوان المتعددة أو نظرية النسبية لأنشتاين أو أن يدرك نظرية الفيزياء الكمية. الملحد هو شخص يرفض الفرضية الدينية بسبب تناقضات ضمن الفرضية الدينية و ليس ملزم بحل لغز الكون قبل أن يرفض فرضيتك الغير مثبتة.
للجواب على سؤال من أين أتى كل هذا…. علينا أن نتبع المنهج العلمي في البحث و الفحص و تحفيز الفضول و لكننا لن ننتطلق بهذه الرحلة مادمنا مصابين بوهم المعرفة. وهم المعرفة الناتج عن بعض المعارف التي وصلتنا من قِبل شعوب عاشت قبل ألاف السنين.
اليوم أي طفل متعلم في صف الخامس لديه من العلوم و المعرفة ما يفوق ماكان يعرفه جميع عظماء الديانات الابراهيمية. هل تقبل بأن تستقي علومك من أناس كانو يعتقدون أن حوت يبتلع الشمس أثناء الكسوف أو أن السماء مرفوعة على أعمدة؟ هل تقبل أن تفهم الكون من من كان يعتقد أن الأرض مسطحة و الشمس تغرب في عين ماء.
أنت تعيش حياتك مرة واحدة و من المؤسف أن تطفئ شعلة الفضول لديك حول فهم موقعك في هذا الكون…. ألا تريد أن تعرف من أين أتيت؟ ألا تريد أن تفهم كيف حصل كل ما هو حولك؟ الطاقة تنتقل من نقطة إلى نقطة على شكلها المادي (كتلة) و تشكلك لفترة قصيرة جداً لتعود من جديد كما كانت. هذه فرصتك في ابصار ضوء عود الثقاب ضمن هذا المحيط من الظلام. الجميل في الموضوع أن الحياة جميلة جداً و هذا الكون رائع دون الحاجة للسحر و الخيال. أنظر إلى نفسك و إلى كل ماهو حولك و ستجد من الإبهار و الجمال ما يجعل هذه الرحلة الاكتشافية أجمل مغامرة ممكن أن تخوضها…. أنت لست عبد كما علموك. أنت لست ضعيف كما فهموك. أنت لست مذنب لمجرد أنك موجود. أنت الكون يدرك نفسه فكن على قدر المسؤولية.
أنهي هذه السطور بمقولة للعالم كارل سيغان….
إن أردت أن تصنع فطيرة التفاح من لا شيئ فعليك أولاً أن تبتكر الكون….
فيديو يلخص الفكرة:
فى الواقع الاديان ليست علوم ولا محاولة “علمية” لتفسير الوجود .. خصوصا ان مفسرى النصوص كانوا اشخاص عاشوا فى عصور قبل عصور التنوير و بالتالى طبيعى ان تكون تفسيراتهم غير منطقية اليوم. فى اعتقادى ان الأديان هى مجرد علامات و اشارات كافية للأستدلال على صحة الباقى .. هذا ليس المنهج العلمى و لكن هذا ما يريده الرب من وجهة نظر الاديان.