خواطر ومعلومات

الموت

لفظت أنفاسي الأخيرة…

بدأت روحي في الصعود من جسدي، وصرت أنظر إلى الأسفل على جسدي الأزرق الباهت اللون. لقد أضعت حياتي في البحث والقراءة ولم أقبل بجميع الحجج الدينية التي عُرضت علي و ها أنا أرى مدى خطئي الكبير الذي اقترفته. يا إلهي اغفر لي ذنبي ولا تعاقبني، أرجوك يا الله أنا عبدك المسكين الذي تجبّر عليك ونظر نحو الفضاء. أنا عبدك الحقير الذي فكر وبحث ولم يجدك. أنا عبدك المتذلل الذي لم يقتنع أن هذا الكون المتوسع مجرد سبع سنوات.

فجأة…

وجدت نفسي في حفرة صغيرة معتمة داكنة تملؤها رائحة الموت والعفن، يا إلهي إنه الدود يأكل أحشائي. لم يعد لي مُعين صديق وأحبائي كلهم تركوني في هذه الحفرة الحقيرة، بدأت أسمع أصوات من بعيد ربما أحد اصدقائي قادم ليساعدني. وصلت الأصوات بالقرب مني وإذ بملاكين قبيحي الشكل بيدهم العصي والجنازير. إنهم أنكر ونكير.

كم هم مرعبون….

قالا لي: أنت تعرف ماذا سيحدث الآن؟

قلت لهم: لا، ماذا سيحدث؟

سألني أنكر: من هو القائد؟

قلت له: من تقصد؟ الرئيس؟

قال: لي لا لا… أعني من هو الخالق؟

قلت له: لا أعرف من هو الخالق.

قال لي نكير: ألم ينبهك الناس على الفيس بوك من هذا اليوم وكنت أنت تأخذ الموضوع بالسخرية؟ اليوم سيبدأ عذاب القبر.

قلت لهم لكني لم أوذي أحد عن قصد. اقترفت بعض الأخطاء لكني لست شرير.

قال لي نكير: لا يهم ما فعلت في هذه المرحلة. هذه الأشياء يتم البت فيها أثناء محاكمتك في الآخرة أمام حضرة القائد.

اليوم سيبدأ عذاب القبر لمجرد أنك لم تعترف بوجود القائد.

قلت له: لكني أعترف الآن… من الواضح أنه حقيقي لأنني قرأت عن عذاب القبر من قبل، وها هو يحدث أمامي. هذا دليل ملموس على أن الرواية الدينية صحيحة.

ههههههههه ضحك نكير…. الآن تقتنع مع وجود الأدلة؟

قلت لي دليل ملموس ها…. هههههه، الفكرة أن تقتنع وتؤمن من دون دليل وأنت فشلت فشلاً ذريعاً في هذا الامتحان.

بدأ أنكر ونكير بضربي على رأسي ووجهي وكل أعضاء جسدي.

فجأة توقفا عن الضرب…

قال نكير لأنكر… أولاده يقرؤون الفاتحة، يجب أن ننتظر حتى ينتهيا من القراءة، وبالفعل بعد عدة ثوان تابعا الضرب المبرح…

أثناء ضربي تذكرت كل النقاشات على الفيس بوك عندما كان الأصدقاء ينصحوني بأن أهتدي وأتبع القائد، و كيف كانوا يخشون علي من هذا اليوم، لكن للأسف طريقة تفكيري العلمية قضت عليّ.

قبولي بنظرية التطور جعل مني كيساً للملاكمة اليوم.

بعد آلاف السنين من الضرب المبرح والعذاب الأليم والأفاعي التي أحاطت بجسدي والدود الذي التهمني…سمعت صوت بوق.

دائماً كنت أسأل نفسي لماذا بوق؟ لماذا لا يكون ميكرفون مثلاً؟ و ثم تذكرت أن هذا النوع من الأسئلة هو ما أودى بي إلى هنا.

في جميع الأحوال ما إن سمعت صوت البوق وعاد جسدي كما كان قبل الموت. قمت من القبر واتجهت نحو منصة كبيرة جداً…إنها محاكمتي…

تم الحكم علي أن أذهب إلى نار جهنم لكي أخلد فيها إلى الأبد… وجدتها فرصة جيدة لكي أحلل مكونات نار جهنم..

هل هي بلازما أم أنها عبارة عن اندماج نووي؟

كيف هي نار والنار يحتاج أوكسيجين؟ ولماذا نار وليس بلازما مثلاً؟ هل هذا لأن البلازما لم تكن قد اكتشفت في مرحلة كتابة القرآن والأنجيل؟ ثم تذكرت أن هذا النوع من الأسئلة هو العدو….

سألت نفسي يا ترى ما هو تأثير الجاذبية على نار جهنم وهل ممكن أن تتحول إلى ثقب أسود بسبب ازدياد كتلتها. من المعروف أن الكفار كثر وأغلب سكان الأرض سينتهي بهم المطاف هنا. كم مليار إنسان تحتاج جهنم لتنهار على نفسها وتتحول لثقب أسود؟ ثم تذكرت أن هذا النوع من الأسئلة غير محمود. لكن لماذا خلقني المعلم بطريقة أطرح هذه الاسئلة وأحاكم المعلومات وثم يعاقبني على استخدام ما خلقه لي؟ كفى كفى أسئلة صحيح أنني سأحترق إلى الأبد لكنها فرصة لا تعوض أن أكون داخل هكذا تفاعلات وأرصدها دون أن أموت…

دخلت نار جهنم وبدأ العذاب وأنا أصرخ وأتعذب لكني لاحظت وجود كاميرا في أعلى جهنم تصوّر عذابي وتبثه لأهل الجنة لكي يتمتعوا بعذابي. المؤمنون الذين تحملوا مقالاتي العلمية اليوم يستطيعون أن يفشوا غليلهم. ها أنا أحترق وأتعذب وهم على الأرائك متكئون، فرحين بما أعطاهم المعلم من فاكهة وإجاص ونبيذ. الذكور يضاجعون الحوريات والنساء يشاهدن أزواجهن ويحفزونهم على المزيد. كم هم سعيدون! سيبقون على الأرائك متكئون إلى الأبد، يأكلون الإجاص ويتضاجعون دون توقف. هذا له قصر هنا وذاك له منزل هناك.

يوجد أنهار من النبيذ الذي لا يسكر أو ما كنا نسميه عصير على الأرض. أنهار من العصير.

فجأة خطرت في بالي فكرة.. ما هي الغاية من جنان للمضاجعة إلى الأبد؟ كيف تكون هذه الجنان هي الجواب على الوجود وعظمة الكون؟ ثم تذكرت أن هذا النوع من الأسئلة هو الذي قضى علي. يوجد بعض المؤمنين الذين تبدوا على وجوههم علامات الحزن عليّ. أنهم لا يتمنون أن يدخل أحد إلى النار لكن ماذا يفعلون…. ليتني لم أسلك الطريق التي سلكتها. كم كنت غبياً وقليل حيلة. أغلبهم استطاع أن يضحك على الله، فآمنوا به من باب إن كان الله موجوداَ فهو سيدخل الجنة وإن لم يكن موجود فهم لن يخسروا شيئاً، بينما أنا بسبب غبائي وقلة شطارتي في قوانين الاحتمالات لم أحتل على الله وها أنا أحترق وأتعذب إلى الأبد لأنني صادق مع نفسي ومع الآخرين… الهندوس والمسيحيون والبوذيون والمجوس والدروز واليهود كلهم أيضاً يحترقون معي، لكن قصتهم أصعب إذ أنهم عبدوا الإله الخطأ، وبما أن المعلم غيور وأمكر الماكرين فهم سيلقون عذاباً أقسى من عذابي. سيلقون عذاب أليم.


لفظت أنفاسي الأخيرة…

عضلة القلب توقفت عن ضخ الدم. توقفت الدورة الدموية وبدأ الدماغ والجهاز العصبي بإرسال أوامر على فصل جميع المهام والتوقف عن العمل. كانت سنيناً جميلة من العمل والتعاون بين جميع خلايا هذا النظام. الآن ومع توقف الجسد عن العمل بدأت الخلايا تتحلل وتموت. أنا من الأشخاص الذين سيتبرعون بأعضائهم بعد الموت. لهذا تم إرسال جسدي إلى الجراح لاستئصال بعض الأعضاء الممكن إعطائها لمرضى آخرين. الكليتان والقلب هي الأعضاء التي تم استئصالها. بقية الجسد تم إرساله إلى المقبرة. هذا الجسد الذي عاش لعشرات السنين وله الكثير من الذكريات والأحداث لم يعد كما هو الآن. أصبح عبارة عن مجموعة من الخلايا غير المنسجمة في العمل، وبدأت هذه الخلايا بالتوقف عن العمل و الموت البطيء. طبعاً هذه الخلايا مبرمجة متى تموت منذ ولادتها لكن قدرة جسدي على توليد خلايا جديدة انخفضت مع الوقت. لا بأس فالجسد والانا قد انتهت لكن الذرات التي شكلت هذا الجسد لازال لديها الكثير.

الذرات التي شكلت هذه الخلايا لم تتغير. هي تماماً كما كانت. هذه الذرات أنا فقط استعرتها لمدة حياتي هذه وها أنا أعيدها إلى دورة الحياة لكي يستعيرها غيري. ذرات الكربون في جسدي أتت قبل مليارات السنين برحلة مثيرة جداً سأقصها عليكم في مقال آخر. ذرات الحديد وبقية المعادن ولدت بسبب موت إحدى النجوم. موت النجوم من أجمل الأشياء في الكون إذ أنه عبارة عن عرض هائل من الطاقة والضوء الذي ينبعث من أحشاء النجم على شكل انفجار هائل نسميه السوبر نوفا. أحشاء هذه النجوم انطلقت برحلة طويلة إلى أن وصلت إلى كوكب ضمن مجموعة شمسية فيها ظروف مؤاتيه للحياة. مع الوقت وبسبب قدرة الكربون على ربط أربع ذرات أخرى مع الكتروناته، أصبحت ذرات الكربون حجر الأساس في تشكل الحياة العضوية. بدأت الحياة وذهبت في رحلة تطورية استغرقت مليارات السنين إلى أن ولدت أنا. هذه الذرات تشكل الخلايا التي في جسدي، والخلايا في جسدي تعمل بشكل منتظم بسبب تعليماتها الموجودة في حمضي النووي. هكذا استطاعت الحياة أن تستمر عبر السنين. جسدي ليس إلا وسيلة حمضيّ النووي لكي ينشر نفسه عبر الأجيال. جسدي طبعاً لم يحافظ على نفس الذرات طوال حياته وإنما قام باستبدالها عدة مرات من خلال الأطعمة التي كنت أستقلبها وأستبدلها…بدأت الذرات نتفصل عن بعضها البعض إذ أنها خرجت خارج النظام الحيوي الذي كان قائم على شكل الجسد.

الآن هذه الذرات أصبحت جزءاً من التربة حيث دفن جسدي. بعد مرور عدة أشهر، نبتت بعض الأعشاب. هذه الأعشاب لها جذور تمتد في التربة باحثةً عن الأملاح والماء. ذرات جسدي من الكربون وغيرها تم امتصاصها عن طريق هذه الأعشاب. بعد عدة أيام أتت دودة تحب التهام هذه الأعشاب فأكلت وشبعت ولكن عصفوراً صغيراً رصدها فأكلها. هكذا انتقلت ذرات جسدي من التربة إلى الأعشاب إلى العصفور. طار العصفور وحلق فوق الغيوم وشاهد قطرات المطر تهطل لتسقي الزرع و تستمر الحياة دون انقطاع.

هذه قصة موتي…..

هي قصة نهاية وجودي كإنسان كان له مواقف وأفعال، هي نهاية قصة جسد خاض تجارب على هذا الكوكب. هي قصة إنسان متواضع يعلم أنه ليس إلا جزءاً من هذه الطبيعة وأن ذرات جسده ليست ملكه، ولن يأخذها إلى الأبد، فكان وفياً باستخدامها بأفضل ما يعرف وأعاد هذه الذرات من جديد لكي يتم تدويرها واستثمارها ضمن الكون. ما أجمل معرفة حقيقة الحياة وروعة فكرة أن جميع ذرات أجسادنا قد أتت من النجوم وخاضت آلاف المغامرات وتجاوزت ملايين السنين الضوئية، ونحن لسنا إلا محطة قصيرة من ملحمة مستمرة….

مصطفى عابدين

مؤسس ومدير محتوى موقع علومي. باحث مهتم بالعلوم، أسعى من خلال هذا الموقع إلى المساهمة في إثراء المحتوى العلميّ العربيّ على الإنترنت بمقالات أصليّة مبسّطة، تزوّد القارئ غير المختصّ بالأساس العلميّ الذي يحتاجه لمتابعة آخر المستجدّات والأخبار العلميّة، بعيداً عن الترجمة التي في بعض الأحيان تُفقِد المحتوى العلميّ مضمونه.

22 تعليق

انقر هنا لتضع تعليق

تعليق

  • قصتك حلوة كتير ونار جهنم لامثالك استهزء ماشئت هي انك تسخر من معتقدات الاخريين بسميا حرية فكر انت حر بالذي تؤمن به اما انك تسخر من دين غيرك فانت وقح وحقير تستطيع ان تبدي وجهة نظرك بدون سخرية لكنك ندل انك ميت وانهم ميتون سئل ديدات ماشعورك اذا وجدت بعد الموت لايوجد اله فكان الرد لن يكون اقل من شعورك اذا وجدت بعد ااموت ان هناك اله

  • لسنوات طويلة اعتقد العلماء أن الكون يحوي غباراً كونياً تبين أخيراً أن هذا الغبار هو عبارة عن “دخان كوني” يشبه الدخان الذي نعرفه، وتوجد منه كميات ضخمة في الكون منذ بداية تشكله. وأظهرت التحاليل لجزيئات غبار التقطها علماء وكالة ناسا أنها لا تشبه الغبار، بل هي دخان يعود تشكله إلى بدايات خلق الكون قبل مليارات السنين.

    والمفاجأة أن القرآن وصف لنا بداية خلق السماء في قوله تعالى: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ) [فصلت: 11] والسؤال لكل من يشك بهذا القرآن، من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذا العلم قبل أربعة عشر قرناً؟!

  • ‎وفي القرن الحادي والعشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون، واستخدموا الكمبيوتر العملاق بمشاركة ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمة قام السوبر كمبيوتر برسم صورة مصغرة للكون.
    ‎لقد كانت المفاجأة أن الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية، ويقولون إن الكون قد حُبك بالمجرات.
     
    ‎هذا هو كوننا الذي نعيش فيه… خيوط من المجرات تمتد لملايين السنوات الضوئية وتشكل نسيجاً حُبك بإحكام مذهل!
    ‎المفاجأة أن القرآن كشف لنا سر هذا النسيج بدقة مذهلة يؤكد فيها أن السماء هي عبارة عن نسيج محبوك، وذلك في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. والسؤال: كيف علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة الكونية الدقيقة لو لم يكن رسولاً من عند الله؟!

  • إنها ظاهرة عظيمة بحثها العلماء لأكثر من نصف قرن وتأكدوا أخيراً من وجودها وهي ما سمّي: الثقوب السوداء. حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول إلى ثقب أسود بجاذبية فائقة تجذب لها كل شيء حتى الضوء لا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً!

    ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب منها، والعجيب أن القرآن كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ) [التكوير: 14-15]. والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء… وهذا ما يقرره العلماء، فسبحان الله!

  • ‎نظريات كثيرة وُضعت لتصور نهاية الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على أن للكون نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لانهاية بسبب قانون انحفاظ الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابت، وبالتالي سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ!
     
    ‎يتصور العلماء أن الكون عبارة عن ورقة مسطحة ومنحنية قليلاً، وسوف تنكمش وتُطوى على نفسها في نهاية حياة الكون!
    ‎العجيب أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]، فسبحان الله!

  • ‎ربما يكون أهم اكتشاف كوني في القرن العشرين أيضاً ما كشفه العلماء حول توسع الكون، حيث وجدوا أن المجرات تتحرك مبتعدة عن بعضها بسرعات كبيرة جداً مما يسبب اتساع الكون بشكل مذهل.
     
    ‎الكون يتوسع بسرعة هائلة لا نحس بها، ولكن العلماء استطاعوا قياسها بالأجهزة الحديثة، هذه الحقيقة لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن!
    ‎هذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد تجارب مريرة ومراقبة طويلة ونفقات باهظة على مدى قرن من الزمان، والعجيب أن القرآن كشف لنا حقيقة اتساع الكون قبل 14 قرناً في قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) [الذاريات: 47]، وبذلك يكون القرآن أول كتاب أشار إلى توسع الكون، أليست هذه معجزة تستحق التفكر؟!

  • تريدها بالعلم فإليك التالي:
    من أهم اكتشافات القرن العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد! وأثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سمي الانفجار العظيم، وقد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي.

    ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من “انفجار” مثل “تباعد” أو “كثافة” المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها (انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض…

    القرآن سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق!

    إن القرآن سبق علماء الغرب بأربعة عشر قرناً إلى النتيجة ذاتها في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا) [الأنبياء: 30]، والسؤال لكل من ينكر صدق القرآن: من كان يعلم زمن نزول القرآن بأن الكون كان كتلة واحدة (رَتْقًا) ثم انفتقت وتشكل الكون الذي نراه؟ أليس هو الله جل وعلا!

  • بقدر ما تمتاز من ذكاء علمي لديك جهل ديني, انت تردد ما جيئ على لسان البشر ولا يتوافق مع الحقيقه الدينيه, اخي قبل ان تتفوه بأي نقد ديني ادرسه جيدا ومن مصادر صحيحه لأنك بحال جالست سفهاء الدين فستظل رؤيتك ويظل جهلك الديني في الحضيض

  • بالنسبه للروايه الدينيه التي طرحها ثم سحقها العزيز مصطفى لم يأت بها من جيبه بل انها رؤيه الدين او تشترك بالجوهر مع كل الاديان ولم يبتدعها مصطفى او يحرفها…اذا كانت رؤيه الدين للموت سخيفه فالاخ ليس مسؤلا عن هفاوتها…احسنت مصطفى..طرحت المقال بشكل يتيح الحكم و وضعت فيه اسئلتك البريئه….جميل جدا

    • عزيزي كرار ليست مشكلتي أنك لا تعرف روايات الأديان (الخطأ الأكبر هو التعامل مع الأديان كما لو أنها شيء واحد) وطبعاً الكاتب لم يسحق شيئاً هو فقط وجه نقد لدين من اختراعه هو. حتى نقده في هذه الحالة لم يكن “ساحقاً”

  • سامي::
    اللطيف أيضاً هو مقدار التواضع الذي تبديه حضرتك. لا أريد شخصنة النقاش، لكن في نفس سياق كلامي أعلاه أنت تقوم بتقديم نفسك (والأيديولوجيا التي تعتنقها) على صورة علمية واثقة ودقيقة وأنك تهتم بدراسة علمية لمكونات النار بعكس المؤمن “الجاهل”. وتتجاهل بمنتهى الإستعلاء أن هناك الكثير من العلماء الذين صنعوا معجزات علمية وأسسوا للمعارف التي نملكها اليوم كانوا من أشد المؤمنين بالله. وعلى الهامش رغم أنك حاولت تجاوز هذه النقطة وإقناع القارئ أن العلم حل كل الألغاز، إلا أنه في في الحقيقة العلماء لا يجدون إجابة حقيقية لتفسير بداية الحياة، فلا بأس بشيء من التواضع والتقليل من البروباغندا يا عزيزي 🙂

    • عزيزي أكثر الناس تواضعاً هم العلماء إذ أنهم يدركون كم أن طريق المعرفة طويل. المتواضع هو الذي يقول أنه لا يعرف و ليس له جواب على كل شيئ و أنه سيستمر بالبحث و المتعجرف هو من يدعي أنه يعرف كل أسرار الوجود عن طريق قراءة كتاب كتبه بعض الناس من منطقة الشرق الأوسط فبل ١٤٠٠ سنة. العالم يقول نحن لا نعرف سر نشأة الحياة لكي يأتي المؤمن و يقول أنا أعرف… الله نفخ على الطين فنشأة الحياة.. كم هو سهل أن نقدم ادعائات عندما نكون لا نقدر و نقيم البراهين.

      الإدعائات التي تقدم دون دليل تدحض دون دليل

    • سامي::
      يبدو أنك لا تريد تبديل أسلوبك. عزيزي قبل أن توجه نقداً لشيئ إفهمه واعرضه كما هو ثم قدم رأيك المضاد. هل تلاجظ كمية الإتهامات والإدعاءات التي تسوقها في نصك دون أدنى دليل؟ أنت تتهم في ردك كل المؤمنين بأنهم متعجرفون وتجعلهم فئة في قبال العلماء كأن العلماء فئة خاصة في قبال الدين رغم أن ملاحظة عابرة تثبت أن غالبية العلماء الذين تتغنى بهم وتنسب فضلهم إليك ولعقيدنك كانوا مؤمنين بالله وبالتالي إدعاءك المبطن مخالف للواقع. وثم أين وجدت أن المتدين يقول أنه يعرف كل شيء؟ كل هذه إدعاءات غير صحيحة ويناقضها الآيات والدعوات المتكررة للمؤمن في دراسة عالمه والتعلم عنه والتأكيد أن الإنسان لا يعرف إلا القليل وأن عليه الإستمرار بالتعلم. هذا عدا عن الخطأ المنهجي في افتراض أن ما يطرحه المؤمنون لا دليل عليه، والواقع أن هناك أدلة تقدم وهذا يناقض ادعاءك (بغض النظر عن رأيك بقوة أو ضعف هذه الأدلة فهذا شأن آخر). أنت ببساطة وبعيداً عن البروباغندا والمديح المبالغ به للذات، تفضل سلوك الطريق السهل ونقد الدين من خلال تقديمه بصورة مشوهة وضعيفة ثم القضاء عليه “بالضربة القاضية” بدلاً من عرضه كما هو ونقده بطريثة منهجية عادلة لأنه طريق صعب ومكلف.

  • سامي::
    اللطيف أن النص يعرض رؤية مغلوطة وناقصة لرواية الأديان عن الإنسان والموت ثم يقوم بسحقها بكل بساطة من خلال تقديم مجموعة من الأجوبة الجاهزة الأخرى. يا لك من قوي وجبار 🙂

  • حسناً لدينا هنا مشاهدة واستفسار ….
    المشاهدة : إن هذه الغريزة موجودة لدى كل الحيوانات فى كل الدنيا ، المنقرض منها والباقى حياً حتى الآن على السواء (هذا الكلام ينطبق على الانسان ايضاً) .. الكل يمتلك الحياة ويحاول الحفاظ عليها بل يحاول بطرق شتى الاستمرار وتسليم الحياة للأجيال القادمة عبر نقل الحمض النووى.
    الاستفسار : حتى بعد توريث الانسان الجينات وعدم رغبته فى الانجاب ثانيةً (توجد حكومات تقدم فيها الدعم المالى على المولود الثانى نظراً لانشغال الرجال فى العمل مثل اليابان وكوريا الجنوبية) يظل هناك رغبة لايمكن نكرانها فى الخلود تأخذ صور شتى بالتجويد والتطوير فى كل العلوم التى عرفها الانسان والفنون ايضاً .. هل يمكن اعتبار ذلك رغبة فى التكاثر ونقل الحمض النووى عبر الاجيال ؟! لاشك ان هذه عبث ورأى لايحترم العقل ،،، نظراً لوجود مغالطة منطقية وهو ان هناك فرق بين غريزة البقاء التى تسعى للحياة بصور شتى منها التكاثر فعلاً ونشر الجينات ووجود الذات عامل اساسى فيها،،،، والرغبة فى الخلود التى هى عكس البقاء ومن صورها الرغبة الملحة فى الفهم والمعرفة لاسرار الكون مثلا، علاوة على الاختراعات بكل صورها، والرغبة فى الكمال ، كما ان الذات هنا ليست متضخمة كغريزة البقاء بل مضمحلة اى الانسان يفنى فيها نفسه من اجل الناس او من اجل قمية معنوية ما (تختلف هنا حسب قيمة ومعارفه)… السؤال هنا (والذى لم استمع الى اجابته بعد) من اين اتت تلك الاحتياجات للانسان وكيف علمها دون ان يتعلمها من احد ؟
    سؤال آخر ما هو تعريفك لمصطبح غريزة ؟! …
    تحياتى الجزيلة لك ،،، لانه بصرف النظر عن اى شئ فانت تسبب لى عصف ذهنى ، كما انى استمتع فى الكتابة معك ……!

  • الحاجة للخلود ناتجة عن غريزية حياتية أساسية متمثلة بالتكاثر. الحياة استطاعت الاستمرار خلال ال٣ مليار سنة التي فاتت بسبب هذه الغريزة المتمثلة بنقل الحمض النووي عبر الأجيال. جزء من هذه الغريزة يتجسد لدينا بالبحث عن طرق و منافذ آخرى للخلود. بعض منا يعمل على ترك أثر في الحياة فيخلد بأعماله و بعض من يعتقد أنه سيخلد في حياة آخرى. كلا الحالتين ناتج عن نفس الغريزة البقائية و هي الاستمرار عبر الأجيال.

    سأقوم بكتابة رد أكثر تقمق لسؤالك هذا… شكراً لك

  • حقاً شئ محزن ان يكون الموت هو النهاية ، لا امل .. لا مصير .. لا تاريخ .. لا شئ ،، فقط العدم ،،، عجباً لما الحياة اذن….؟!! الاستنتاج الوحيد من مقالك انها فرضت علينا فرضاً دون اختيار منّا لأننا نتاج تطور المجموعة الشمسية، صدق من قال ان من يجد سبب وجوده فى الحياة فهو جدير بتلك الحياة ،،، حسناً تمنياتى لذرات حضرتك بحياة سعيدة
    سؤال طرأ فى ذهنى اثناء قراءة المقال : للانسان احتياجات كثيرة منها ما هو مادى ومنها ما هو معنوى (هرم ماسلو) ونتشابه فى ذلك مع الحيوان، لكن وحده الانسان الذى تساوره احتياجات باطنية ليست ذو مصدر مادى او من الطبيعة مثل الحاجة للتطوير او الخلود المتمثّل فى صور عديدة مثل بقاء الاثر حتى بعد الموت مثل فن الرسم او النحت (وهو امر يتفرد به الانسان عن الحيوان) .. السؤال هنا من اين اتت تلك الاحتياجات للانسان وكيف علمها دون ان يتعلمها من احد ؟
    توضيح اخير للسؤال كمثال على تلك الرغبة او الاحتياجات هو رغبة العارف بالامور (فى اى علم مثلا) تعليم اكبر قدر من الناس تلك العلوم وابتكار الطرق لفعل ذلك حتى بعد رحيله من الدنيا …؟!
    ردك يهمنى